تحت ستار " الحب " ..وقعوا ضحايا " للكلام المعسول "

غزة-صفاء عاشور

كل ما تستطيع أن تصفه به هو أنه "يعرف كيف يختار ضحاياه بعناية فائقة".. فهو يعي تماماً أي نوعٍ من الفتيات يختار كي تكون "ضحيّةً" جديدة لكلامه المعسول .. لقّبه أصحابه باسم "زير النساء".. ووصفوه بـ "اللي مقطّع السمكة وذيلها".. فـ "ثائر" شابٌ في منتصف العشرينات، لا يلبث ينهي علاقته بفتاةٍ حتى ينصب شباكه حول غيرها.. يوقعها في حبّه، يغدو ويروح معها، ثمّ يتركها تعاني عذاب فراقه "وهو الذي بلّغها بمنتهى البساطة أنهما لا ينفعان لبعضهما"..

"ثائر" لا يزال طالباً في عامه الجامعي الثالث.. غير مؤهّل للزواج أبداً –وهو على يقينٍ بذلك- فوالداه غير مستعدّين –على حد تعبيرهما- لتوريط بنات الناس معه (وهو لم يتخرج، ولم يجد عملاً، ولا يملك بيتاً أصلاً يقيم فيه وزوجته)..

فلماذا يتلاعب بمشاعر فتيات، ويعطّل نصيبهنّ، لا بل ويعرّض سمعتهنّ لخطر التشويه.. وهو يعرف أن زواجه في الوقت الحالي (إن لم يكن صعباً.. فهـو مستحيل)؟ هذا السؤال ليس موجهاً لـ "ثائر" فقط .. بل لكل متلاعبٍ بمشاعر الفتيات... وكل متلاعبةٍ أيضاً بمشاعر الشباب.. فهل من إجابة؟

"أكذوبة ابنة العم"..
"روعة" فتاةٌ ذات حظٍّ وافرٍ من الجمال، انطلقت في حياتها الجامعية حديثاً.. حدّثت مراسلة "فلسطين" بقصّتها مع أحد الشباب الذين عرَفَت بعدما انتهت علاقتها به أن له باعاً طويلاً في "التلاعب بمشاعر الفتيات".. فترك منهنّ عدداً أكبر من اللواتي بقي معهنّ..

قالت :"كانت اللقيا الأولى به، الأروع على الإطلاق.. جذبني بحديثه اللطيف ومظهره الأنيق، ثم اتفقنا على ميعادٍ آخر، وتواترت بيننا اللقاءات، وتعددت مواضيع حديثنا"، مستدركةً بعدما ابتسمت بأسى :"بعد فترة استغربت من كونه لا يرد على اتصالاتي، ولا يطلب لقائي كعادته، (..) ملّ مني على ما يبدو، فتركني، ثم أخبرني أن أهله يريدون تزويجه لابنة عمّه، وأنه لا يريد أن يربطني به أصلا"..

وأضافت وقد ذرفت دمعة ندم :"أصبت بصدمةٍ عصبية، ومكثت في المنزل حوالي ثلاثة أشهر، أجيب على أسئلة أمي، بأنني أرغب في تأجيل الفصل لأنني تعبت من المذاكرة"، متممةً :"والأدهى... أن الحنين جعلني أسأل إحدى قريباته عنه، فاكتشفت أنه ليس له ابنة عم في عمر الزواج أصلاً، وأن أهله لن يخطبوا له إذا لم يكمل تعليمه".

لأجله.. فكّرت بالانتحار
أما "نسمة" ففتاةٌ والدتها متوفّاة، تركها والدها تفعل ما تشاء, فلم يحرمها من شيء, لأنه على حسب رأيه كان يريد أن يعوضها عن حنان والدتها التي توفيت وهي ابنة عامين.. قصّت قصّتها هي الأخرى، وقالت :"في ظل الحرية الواسعة التي أتيحت لي، تعرفت على "محمود", وتطورت علاقتنا بسرعة, فخرجنا سوياً، وأمسك يدي، وأطرب أذنيّ بكلامه المعسول، ولم أعرف أنني في نظره لست إلا كغيري من الفتيات اللواتي عرفهنّ قبلي وتركهنّ"، مكملةً :"تركني... نعم تركني بعدما قرر أن يكون مصيري مثل سابقاتي، (..) لقد أحببته حقاً، ولم أحتمل كلمته لي (حلّي عنّي خلص.. يا أختي فش نصيب)".

مرّت "نسمة" بحالةٍ نفسية صعبة، فكرت على غرارها بالانتحار مرّاتٍ عديدة، وبالفعل.. تتابع :"شربت شريطاً ونصف الشريط من حبوبٍ لا أعرف اسمها، كان والدي يأخذ منها لمرض الضغط، لكن سرعة نقلي للمستشفى حالت دون فقداني للحياة"، مستدركةً :"ولا أزال حتى اللحظة أعيش حالةً نفسيةً صعبة .. لا أصدق أن كل الأيام التي قضيناها سوياً كانت كذبة.. لا سامحه الله".

هي المتلاعبة..
وعلى الرغم من أن التلاعب بالمشاعر "غالباً" تكون مقاليده في يد الشباب، إلا أن ذلك لا يمنع وجود بعض الفتيات "ممن أجدن هذا الفن".. فتلاعبن بقلوب "الشباب" فكانوا لهنّ ضحايا..

يحدثنا الشاب (رامي) عن فتاةٍ جامعية تعرّفت إليه أثناء أحد اللقاءات العائلية، ثم تتابعت لقاءاتهما، بعدما ازداد الرابط العائلي بينهما بارتباط ابنة عمه بأخيها، وقال :"كانت جميلةً واثقةً بنفسها، وكنت أنا أبحث عن فتاةٍ أكمل معها حياتي، وكنتُ صادقاً جداً في نواياي.. والله يشهد"، مضيفاً :"في حركةٍ جريئة منها، طلبت مني رقمي، وبريدي الإلكتروني، فأعطيتها..

وأجببتها حقاً، وفاتحتها برغبتي في التقدّم لطلب يدها من اهلها.. وهل تعرفون ما كان ردّها؟ قالت له (سامحني يا رامي، أنا لم أفكّر فيك يوماً كزوج.. أنت بالنسبة إليّ مجرد شاب أرتاح للحديث معه فقط.. وإن فكّرت بالزواج سوف لن أفكر إلا بثريّ يوفّر كل متطلباتي".

وعلى الرغم من أن "رامي" خطب فتاةً أخرى، إلا أنه –حسبما أكّد- غيّر نظرته عن "بنات حوّاء" كلّهن.. فبات يصفهنّ بعدم الصدق، وأنهنّ ذوات قدرة لا متناهية على التلاعب بالمشاعر. وتابع :"لو أتيحت لي الفرصة، لانتقمت منهنّ، وفعلت بهنّ ما فعلت هي بي".

أسباب ودوافع وآثار
"ماذا يريد الشاب من الفتاة عندما يصادقها؟ وماذا تريد الفتاة من الشاب عندما تصادقه؟.. إجابةً عن هذا السؤال قال أ.عطية العمري الاستشاري التربوي والمدرب في بنك الأفكار للاستشارات والتدريب والاستثمار :"عندما يصاحب الشاب فتاة، فإن النية في الغالب تكون غير سليمة, فإما يريد التسلية, أو تمضية وقت فراغه, وربما التباهي أمام أصدقائه بعدد الفتيات اللواتي يعرفهن, أما الفتيات.. ففي الغالب هي تبحث عن زوج لها ترى فيه فارس أحلام يخطفها على حصانه الأبيض".

وأوضح أن الأسباب تتعدد وراء اتّجاه الشباب لمصادقة الفتيات تبعاً لظروف كلٍ منهم، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام سهّلت على الشباب هذه المهمة ووجهتهم إلى طرق عديدة للتعرف على بعضهم البعض, بل وحللت لهم ذلك..

وأشار إلى أن الندم هو الناتج الوحيد عن أي علاقة خارج حدود الشرع والدين, لافتاً إلى أن الشاب لو أراد خيراً بالفتاة لأتى البيوت من أبوابها, "ولكن لأن النية منذ البداية لم تكن سليمة, فإن الفتاة ستكون الضحية الوحيدة فيها وستتركها هذه العلاقات في حالة نفسية سيئة ربما توصلها إلى الانتحار للتخلص منها".

وبين أن الشاب ربما لا يتأثر كالفتاة نفسياً عندما تنتهي هذه العلاقات, "ولكن عليه أن يتصور أن هذه الفتاة التي صادقها وكسر قلبها بعد ذلك هي أخته أو قريبته, وما لا يرضاه يجب ألا يرضاه لباقي الفتيات, وأن يدرك أن عقاب هذه التصرفات يكون في الدنيا, وسيكون على قريباته وأخواته وربما بناته".

اجتنبوا الشبهات
وقال العمري :"إن الدين الإسلامي نظم العلاقة بين الرجل والمرأة والشاب والفتاة ووضع لها أسساً واضحة لا مجال فيها لأي جدال", فقال الله سبحانه وتعالى:}قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون..{, بالمقابل أوصى في كتابه العزيز النساء بقوله :}قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها..{, والحديث الشريف:" ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما".

وتابع قوله:"لو تمسك كلا الطرفين بالدين الحنيف ما وقعا بهذه المشاكل, وأساس المشكلة أن الشباب والفتيات يفلسفون الأمور على هواهم، ويتصورون أن هذه اللقاءات بريئة, وهذا ما يصوره لهم الشيطان وبالتالي، يحدث ما لا يحمد عقباه".

وأشار أن الشاب الذي يلعب بعواطف الفتيات ويستغلهن "عند الجد يستحيل أن يقبل بهن كزوجات, لأن قناعة عنده تكونت أنها مثلما كونت علاقات معه قبل الزواج فمن السهل أن تكون علاقات أخرى مع الشباب بعد الزواج".

نصائح للطرفين
وأكد العمري أن على الشباب والفتيات أن يعرفوا أن أي علاقة خارج حدود الخطوبة والزواج لن يقبلها لا الله ولا المجتمع, وستعود بالكثير من المشاكل عليهم, بالإضافة إلى ذلك فإن كثيراً من الشباب وقعوا في مشاكل كبيرة جداً من وراء مثل هذه الصداقات والألاعيب وصلت إلى حد القتل والسجن.

ولفت إلى أن أمثال هذه التصرفات تحطّم حياة الكثير من الفتيات, فهو يقضي عليها بشكل نهائي من الناحية النفسية وربما تصل إلى حد الانتحار, لذلك فإن الالتزام بالدين الحنيف والتعرف على أسس العلاقات بين الشباب والفتيات في الإسلام, والابتعاد عن الاختلاط أو الخلوة, هو السبيل الوحيد لعلاقة سليمة.

ونصح الفتيات بالابتعاد عن التزين (التبرج) والتحدث بأسلوب "مائع", لقوله تعالى: " ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض", "ولتنتبه.. فلا تقع فريسةً لأي ابتسامة".

ونصح العمري الطرفين الشاب والفتاة بإيجاد أصدقاء من نفس الجنس للتعرف والتصادق, وأن يعملوا على تنمية مهاراتهم واستغلال أوقات الفراغ "والتي تعتبر من أكثر العوامل التي تؤدي إلى الوقوع في الخطأ".

شكرا لك اخي علي هالموضوع
وشكرا لك علي المساهمة والتقدم
وتقبل خالص تحياتي ومروري
تحيااااااااتي للجميع

يسلمو على هذا الطرح المميز
بانتظار المزيد من مواضيعك المميزة

» "منقول " رجـــل كل ليلة يدخل الجنة
» "منقول " توبة فتاة عند سماع الأذان
» القدس للشاعر نزار قباني " منقول "
» معلومات غريبة جداً " سبحان الله "
» علم إسرائيل على جهازك " منقول "